حسب مؤرخ الأحلاف البربرية المغربية التقي العلوي أن مديونة هي عبارة عن تجمع بربري كانوا زمن الفتح الاسلامي العربي يقطنون النواحي المجاورة لتلمسان ابتداء من الجبل المعروف الآن بجبل بني راشد الى الجبال الواقعة قبلة وجدة و التي تحمل اسمهم الآن و مند ذلك التاريخ بدأت جموعهم ترحل نحو الاندلس و المغرب الأقصى و خاصة عندما عجزوا عن مقاومة زناتة من بني توجين و بني راشد التي غزت المغرب الأوسط وقد ارتبطت فرق مديونة بعدة نواحي من المغرب الاقصى فبعض تلك الفرق انقرضت و انمحت من الوجود و ذلك باندماجها في الغير و نسيان الأصول الاول, لكن مواقعهم الجغرافية ما تزال بمثابة بصمات أقدام و بمنزلة دليل محسوس على ارتباطهم بذلك الموقع في زمن من الازمان. و بعضها ما يزال معروفا بالأسماء القديمة الى اليوم فمن الاول نذكر بعض المواقع على سبيل المثال لا الحصر جبال مديونة الواقعة جنوب وجدة و عين مديونة التابعة لإقليم تاونات بورغة العليا و تجمع سكني بوادي مدغرة إخوانهم بناحية الرشيدية و مديونة التي استوطنت بين فاس و صفرو و التي لم يعد باقيا منها لا رسم و لا إسم و بقي فقط جبل مديونة واقع قبلة فاس الذي يمكن أن نترجمه بجبل كندر و ما يليه.
و من النوع الثاني قبيلة هامة التحقت بأرض تلمسنا في وقت من الاوقات و التجأت الى جوار من تجمعهم و إياهم اللحمة الزناتية و شكلت معهم حلفا للدفاع عن المصالح المشتركة وارتبط بالمواقع التي نهضت فيها مدينة الدار البيضاء و تنحصر بلادهم الآن فيما بين زناتة شرقا و بلاد أولاد زيان و أولاد حريز جنوبا .
على العموم تتركب قبيلة عين مديونة من ثمانية فرق :
أولاد مجاط – حارث- أهل الترس- أولاد حدو – أولاد مسعود – جعافرة – أولاد عمر – عمامرة .
إن تسمية مديونة آتية من التمدين على اعتبار أن اسم ليس له معنى في الاصطلاح اللغوي البربري فهل هذا يعني أنها من القبائل العربية.
و يحتمل ابن خلدون أن تكون قبيلة مديونة بربرية بالولاء و ليس بالأصل و النسب مما يعني أن مديونة هم رعاة يسيطرون على الطرق القوافلية من أجل أخذ الزطاطة* الذي كان يتحكم و بشكل كبير في انتشارهم في مناطق متعددة على حوافي الطرق التجارية .
*الزطاطة : هي نوع من الضرائب كانت تأخذها هذه القبائل من القوافل التجارية مقابل سلامتهم أثناء الطريق.
المصدر : مدغرة وادي زيز أسهام في دراسة المجتمع الواحي المغربي خلال العصر الحديث الجزء الاول من إعداد الاستاذ عبد اللوي علوي .