لماذا سميت المنطقة بعين مديونة ? :


الرواية الاولى :

سميت جماعة عين مديونة بهذا الاسم انتسابا إلى عين بدوار مجاور للمركز، استقر السكان به لكونه يتوفر على منبع مائي ذو صبيب مائي هام تسمى هذه العين بـ ''عين الحوت''. وحسب المؤرح الفرنسي '' AUGUSTE MAULIERAS'' في كتابه ، LE MAROC INCONNU (1)، فإن أصل التسمية يعود إلى الصراع الذي كان دائرا آنذاك بين قبائل صنهاجة وقبائل الحياينة المجاورة، في إطار الصراع القبلي واعتبار الدماء المراقة بين هاتين القبيلتين دينا على الأخرى، ومن هنا، أتى مصطلح ''مديونة'' . وتعرف أيضا بـ '' صنهاجة الشمس'' وصنهاجة ''بني لكاي'' و''صنهاجة مصباح'' كما ورد في كتاب ''وصف إفريقيا'' للمؤرخ المغربي محمد بن الحسن الوزان الفاسي.

الرواية الثانية :

يرجع تاريخ تسمية مديونة الى قرون طويلة , بحيث أن اسم مديونة هو اسم لقبائل أمازيغية قديمة , حسب أقوال المؤرخين يرجع هذا الاسم إلى قبيلة من قبائل صنهاجة الأمازيغية وكانت هذه القبائل تسيطر على أغلب الترب الجزائري, و قبيلة مديونة كانت متواجدة في شرق الجزائر و بسبب الحروب و المعارك عبر التاريخ بين قبائل صنهاجة و قبائل زناتة التي كانت تسيطر على جزء من شمال إيفريقيا و بتحديد في منطقة تونس حاليا, كل هذا أرغم على بعض القبائل الصنهاجية عموما و قبيلة مديونة خاصة, بالبحث عن مناطق أمنة, وكانوا يختارون في أغلب الأحيان المناطق الجبلية وذلك لتفادى الهجمات الفجائية التي تأتي من الخارج. و مديونة هي قبيلة لها إرتباط بتاريخ الإسلام بحيث أن هؤلاء القبائل أحبو الإسلام وكانوا ممن يحمي الشرفاء من سلالة الرسول صلى الله عليه و سلام, وحسب الدراسة الجغرافية للمنطقة, اسم عين مديونة يرجع الى العين أو المنبع المتواجد على بعد أقل من كيلومتر من مركز الجماعة و يسمى حاليا عين الحوت .و كان يوجد بجانب هذا المنبع سوق فتم تحويله فيما الى مركز الجماعة و حاليا ذلك المكان يسمى سوق البالي.

الرواية الثالثة :


حسب مؤرخ الأحلاف البربرية المغربية التقي العلوي أن مديونة هي عبارة عن تجمع بربري كانوا زمن الفتح الاسلامي العربي يقطنون النواحي المجاورة لتلمسان ابتداء من الجبل المعروف الآن بجبل بني راشد الى الجبال الواقعة قبلة وجدة و التي تحمل اسمهم الآن و مند ذلك التاريخ بدأت جموعهم ترحل نحو الاندلس و المغرب الأقصى و خاصة عندما عجزوا عن مقاومة زناتة من بني توجين و بني راشد التي غزت المغرب الأوسط وقد ارتبطت فرق مديونة بعدة نواحي من المغرب الاقصى فبعض تلك الفرق انقرضت و انمحت من الوجود و ذلك باندماجها في الغير و نسيان الأصول الاول, لكن مواقعهم الجغرافية ما تزال بمثابة بصمات أقدام و بمنزلة دليل محسوس على ارتباطهم بذلك الموقع في زمن من الازمان. و بعضها ما يزال معروفا بالأسماء القديمة الى اليوم فمن الاول نذكر بعض المواقع على سبيل المثال لا الحصر جبال مديونة الواقعة جنوب وجدة و عين مديونة التابعة لإقليم تاونات  بورغة العليا و تجمع سكني بوادي مدغرة إخوانهم بناحية الرشيدية و مديونة التي استوطنت بين فاس و صفرو  و التي لم يعد باقيا منها لا رسم و لا إسم و بقي فقط  جبل مديونة واقع قبلة فاس الذي يمكن أن نترجمه بجبل كندر و ما يليه.
 و من النوع الثاني قبيلة هامة التحقت بأرض تلمسنا في وقت من الاوقات و التجأت الى جوار من تجمعهم و إياهم اللحمة الزناتية و شكلت معهم حلفا للدفاع عن المصالح المشتركة وارتبط بالمواقع التي نهضت فيها مدينة الدار البيضاء و تنحصر بلادهم الآن فيما بين زناتة شرقا و بلاد أولاد زيان و أولاد حريز جنوبا .
على العموم تتركب قبيلة عين مديونة من ثمانية فرق :
أولاد مجاط – حارث- أهل الترس- أولاد حدو – أولاد مسعود – جعافرة – أولاد عمر – عمامرة .
إن تسمية مديونة آتية من التمدين على اعتبار أن اسم ليس له معنى في الاصطلاح اللغوي البربري فهل هذا يعني أنها من  القبائل العربية.  
و يحتمل ابن خلدون أن تكون قبيلة مديونة بربرية بالولاء و ليس بالأصل و النسب مما  يعني أن مديونة هم رعاة يسيطرون على الطرق القوافلية من أجل أخذ الزطاطة*  الذي كان يتحكم و بشكل كبير في انتشارهم في مناطق متعددة على حوافي الطرق التجارية .

 

*الزطاطة : هي نوع من الضرائب كانت تأخذها هذه القبائل من القوافل التجارية مقابل سلامتهم أثناء الطريق.  
المصدر : مدغرة وادي زيز أسهام في دراسة المجتمع الواحي المغربي خلال العصر الحديث الجزء الاول من إعداد الاستاذ عبد اللوي علوي .




>>>>>>>البحث جاري عن اضافات اخرى...